ملخص كتاب فن اللامبالاة للكاتب مارك مانسون

كتاب فن اللامبالاة 

كتاب فن اللامبالاة

معلومات عن كتاب


عن الكتاب فن اللامبالاة

صدر الكتاب عام 2016م، وينصحنا بالتعرف على حدودنا وقبولها وعدم المبالاة أو الالتفات لما هو خارج إرادتنا، لأنه بمجرد أن نتقبل مخاوفنا وأخطائنا وشكوكنا، وبمجرد أن نتوقف عن الجري ونبدأ في مواجهة الحقائق المؤلمة. بطريقة يمكننا معها أن نبدأ في العثور على الشجاعة والمثابرة والصدق والمسؤولية والفضول والتسامح الذي نسعى إليه. Mark M

الكاتب

مارك مانسون: هو كاتب أمريكي شاب مختص في التنمية الذاتية، ولد عام 1984م، وتخرج من جامعة "بوستن" عام 2007م، وبعد فترة قصيرة من العمل كموظف قرر أن يترك العمل ليبدأ مشروعه الخاص، فأنشأ مدونة إلكترونية يكتب فيها حول علوم النفس والأمور الحياتية، ليصل عدد زوار مدونته بعد سنوات لأكثر من مليوني زائر، وهو المدير التنفيذي والمؤسس الشركة "إنفينيتي سكوير ميديا لـ. ل.سي". من مؤلفاته: "The

Everything Is"g,"Subtle Art of Not Giving a Fuck

"Love Is Not Enough"g."Fucked

لمن ينصح

  •  لكل شخص يعاني من فرط المبالاة والضغوط نتيجة الإحساس بالمسؤولية.
  •  لكل شخص قرر الهروب من المواجهة وآثر الأمان الزائف.
  •  لليائس نتيجة تجارب محبطة في حياته ويعتقد أنه لا يملك الطاقة للاستمرار.

اقتباس 

"ليست شدة الاهتمام بالحصول على "ما هو أكثر" مفتاحًا لحياةٍ جيدةٍ؛ بل المفتاح هو "الاهتمام الأقلّ"، الاهتمام المقتصر على ما هو حقيقيٌّ، آنيٌّ، هامٌّ"

ملخص كتاب فن اللامبالاة

 مقدمة 

اللامبالاة، كلمةٌ سلبيةٌ لدى الجميع، أليست كذلك؟، ما رأيك أنت؟، هل تظنّ أنّها سلبيةٌ؟، مخطئٌ، وسأثبت لك ذلك؟، سؤالٌ آخر، هل تحاول النجاح في حياتك؟، إذًا دعني أنصحك بألا تحاول، أتظن فعلًا أن ما تقوله لنفسك وما يشجعك به الآخرون من عباراتٍ تحفيزيةٍ أمرًا مجديًا؟، ماذا عن النصائح التي تقول لك: "كن أكثر سعادةً وصحةً وأكثر ثراءً وإنتاجيةً، وأكثر، وأكثر أكثر…"، ألا ترى أن جميعها مساعٍ واهيةٌ لا فائدة منها سوى أنّها تثقلك بالمزيد من القلق والبؤس؟، فهذه النصائح تصف ما ينقصك وما أنت فاشلٌ فيه فحسب، لأشرح لك أكثر، هل من المنطقيّ مثلًا أن يقف رجلٌ ثريٌّ أمام المرآة ويؤكد لنفسه قائلًا: "أنا ثري"؟، لا أظنّ ذلك، فمن يمتلك الشيء، لا يؤكده لنفسه، بالطبع لا بأس أن تطمح إلى تحسين حياتك، ولكن بربّك انظر إلى نفسك ولحياتك نظرةً واقعيةً، واحرص على ألا تبالغ في الاهتمام بأن تكون شخصًا غير نفسك، فإن كنت فاشلًا في أمرٍ ما، إذًا فليكن، أقرّ بذلك، وتوقف عن كره نفسك وإحساسك بالذنب أو الغضب بسبب هذا الفشل، كن لامباليًا وتخلّ عمّا يدعى بالحياة الوردية، فهذه الحياة لن تجدها إلا في القصص الخيالية، استيقظ يا عزيزي، وتذكّر أن العالم مكانٌ سيء ولا بأس بذلك، إذ لطالما كان هكذا على الدوام، لم أنته بعد، فتاليًا سأخبرك بالمزيد ولن أتركك إلا بعد أن تستيقظ من أحلامك الوردية التي تلوم نفسك على عدم تحقيقها، لن أتركك إلا بعد أن تصبح شخصًا يتقن "فنّ اللامبالاة" الذي سيجعلك سعيدًا ومرتاحًا وناجحًا في الوقت ذاته.

لتكون سعيدا لابد لك من إتقان فن اللامبالاة 

أتعلم ما فائدة إتقان فنّ اللامبالاة؟، أفضل شيءٍ يمكن لـ"اللامبالاة" أن تمنحك إيّاه هو تحريرك من الإحساس بأن فيك شيئًا خاطئًا وأن جميع من حولك أفضل منك، إنه ذاك الشعور الذي يتملكك حين تكون بائسًا مثلًا فترى صفحة الفيسبوك تمتلئ بالكثير والكثير من الصور والحالات، فهذا قد تزوج، وتلك قد حصلت على سيارة، وآخر قد ربح جائزةً بمبلغٍ وقدره، كل هذا تشاهده وأنت جالسٌ لا تفعل شيئًا، حينها تشعر بالذنب، ولكن من ماذا؟، لا تعرف، وتشعر بالذنب لأنك تشعر بالذنب وهكذا، وكأنك في حلقةٍ مفرغةٍ لا يمكنك الخروج منها، قس على ذلك أية مشاعر سلبيةٍ أخرى، كالغضب والقلق والخوف، وأبشرك إن لم تتحلّ بقدرٍ كافٍ من اللامبالاة، فلن تتمكن من الخروج من دائرة الجحيم هذه مطلقًا.

لذا لم لا تتوقف عن مقارنة نجاحك مقابل نجاح الآخرين؟، لم لا تتوقف عن البحث في الكتب والمقالات التي تجيب عن تساؤلك "كيف أكون سعيدًا؟"، استسلم، نعم استسلم وابدأ بخوض تجاربك جميعها سواءً أكانت إيجابيةً أم سلبيةً، بل واجعل السلبية منها المفضلة لديك، ولا تتجنبها، فتجنّبها هو المعاناة بحدّ ذاتها، ليس هنالك من هو مستثنى من المعاناة، فالثّري يعاني من ثرائه والفقير يعاني من فقره، ومن لديه أسرةٌ يعاني من أسرته، ومن لا يمتلك أسرةً يعاني من عدم امتلاكه واحدةً، إن عدم رضانا الدائم يعدّ من سماتنا الأصلية، وهذه السمة هي ما تجعلنا محفزين على التغيير والعمل، إنها سمةٌ تبقينا على قيد الحياة.

أتريد السعادة؟، فها أنا أنصحك بتطبيق ما أشار إليه الفيلسوف البريطانيّ "آلان وات" فيما يدعى بـ"القانون التراجعي"، والذي ينصّ على فكرة "أنك كلّما سعيت إلى أن يكون إحساسك أفضل طيلة الوقت تناقص رضاك، لأن ملاحقة شيءٍ ما لا تفيد بشيءٍ سوى تعزيز حقيقة أنك مفتقرٌ إلى ذلك الشيء أصلًا"، وهذا القانون يشبه ما قاله الفيلسوف الوجوديّ ألبير كامو، فالسعادة برأيه مستحيلةٌ إن واصل المرء البحث عن مكوناتها، ولن يكن باستطاعة أيٍّ كان عيش حياته إن كان من الباحثين عن معنى الحياة، فالشعور بالحاجة إلى فعل شيءٍ ما يسلبك متعة ما تقوم به، لهذا توقف عن المحاولة جاهدًا وعلى نحوٍ مبالغٍ فيه، لأنك سترى كلّ شيءٍ يتخذ موقعه الصحيح من تلقاء نفسه عندما تتوقف عن اهتمامك المفرط فيه، ولأكون أكثر تحديدًا؛ عندما تكون لامباليًّا ذكيًّا.

الحياة لا تخلو من الألام و المشكلات التي تتطلب اللامبالاة الذكية 

اللامبالاة الذكية، تعني أن تهتمّ فقط بقيمك، وأن تكون غير مكترثٍ بالتحديات التي تواجهك في سبيل تحقيق أهدافك، ولا آراء الناس التي تزعجك، فقط تفعل ما تمليه عليك قناعتك، تفعل ما تراه صحيحًا، وأيّ شيءٍ آخر تقول له: "اذهب إلى الجحيم، فلا تهمّني"، فقط تهتمّ بما له أهميةٌ بالفعل في حياتك، كعائلتك، وأصدقائك، وأهدافك، وأيّ شيءٍ أنت تحبّه، ببساطةٍ كن ناضجًا، وأدرك قيمة الألم في حياتك.

ارجع بذاكرتك إلى أيّ موقفٍ قد تألمت فيه من ضربةٍ ما، وتخيّل مثلًا أنك قد صدمت إصبع رجلك الصغير بحافة الباب، ياله من ألمٍ فظيعٍ ستشعر به، أليس كذلك؟، عندها ستبدأ بالقفز والشتم، ولكن ما رأيك أن تنظر للألم من زاويةٍ أخرى؟، تساءل لماذا ينتج الألم الجسدي؟، إنه ألمٌ ناتجٌ لاستجابة نظامنا العصبي ومعاقبته لنا لتجاوز حدود أبعاد جسدنا في كلّ مرةٍ يصطدم جسدنا بأي جسمٍ صلبٍ أمامه، إذًا للألم قيمةٌ لا تدركها، ولا أقصد بذلك الألم الجسديّ فحسب بل النفسيّ أيضًا، يعمل الألم عمل المنبّه ويجنّبنا الوقوع في الأخطاء نفسها مستقبلًا، بإمكانك أن تقول: "إننا جميعنا بحاجةٍ لجرعاتٍ صحيةٍ من الألم المتمثلة في أي خسارةٍ تجعلنا منفصلين عن واقع العالم من حولنا"، لهذا لا تأمل بحياةٍ خاليةٍ من المشاكل، هذا ليس في صالحك، وتذكّر أن حلّ إحدى مشاكلك ما هو إلا بدايةٌ للمشكلةٍ التي تليها، هكذا هي معادلة الحياة ببساطة، إنها تدعوك إلى تحدي نفسك والتطور، بل والاستمتاع بإيجاد حلولٍ دومًا، ونتيجةً لذلك ستجد السعادة زائرًا دائمًا في حياتك، ولكن بشرط ألا تنكر مشاكلك وتؤجل الاعتراف بها، إذ عليك تحمل المسؤولية وألا تعيش دور الضحية التي تلوم من وما حولها على عجزها ويأسها.

وإن أردت معرفة أطراف معادلة الحياة كاملةً، فستجد أن الانفعالات والمشاعر تمثل جزءًا منها، إنها بمثابة إشاراتٍ لا بدّ لك من أن تطور عادة الشكّ بها دومًا، فلا تعتمد على حدسك الانفعالي كطفلٍ عمره ثلاث سنواتٍ، اجعل حدسك مقترنًا دومًا بالتفكير المنطقيّ، لأن الانفعالات والمشاعر في تغيرٍ مستمرٍّ، وهي ما تجعلنا ندور في "حلقة المتعة المفرغة"، فما نكاد أن نحقق أحد مطالبنا ونظنّ أننا حققنا السعادة، حتى يعاود ذاك الإحساس المخيف الذي يهمس لنا: "لا لم أكتف بعد!"، مثلًا إن كنت تفكر في الحصول على وظيفةٍ أفضل من وظيفتك الحالية للتخلص من ضغوطات العمل، تأكد أنك بمجرد أن تحقق ذلك، فلن تشعر أن هنالك فرقًا بين عملك القديم والجديد، والبيت الذي تستميت لكي يكون ملكًا لك، هو ذاته البيت الذي ستكون مضطرًّا لاحقًا لإصلاحه أو تحسينه، كلّ شيءٍ في هذه الحياة سيمنحك إحساسًا طيبًا وسيجعلك تعيش يومًا ما إحساسًا سيئًا أيضًا، إذًا كيف يمكنك أن تختار ما تريده في هذه الحياة؟.

اقتباس 

"كلّ ما له قيمةٌ في الحياة يجري كسبه من خلال التغلب على التجارب السلبية التي ترافقه"

افعل ما يتماشى مع قيمك وما أنت مستعد لمجابهة تحديات الوصول إليه 

قبل أن تسعى جاهدًا لتحقيق ما تظنّ أنك تريده حقًّا، اسأل نفسك "ما الألم الذي أنا قادرٌ على تحمله؟، بدلًا من: "ما الذي أريد أن أستمتع به؟"، فالنصر ليس نتيجةً حتميةً، لذا عندما تحدد ما تريده لا تتخيل تلك النتيجة المثالية لما ترغب به، بل تساءل هل أنا مستعدٌّ لمواجهة تحديات تحقيقه، هل سأستمتع بهذه المواجهة؟، عن نفسي لقد استغرقت وقتًا طويلًا لكي أدرك أنني لا أحبّ تسلق الجبال، إذ كنت أحبّ فقط أن أتخيل نفسي واقفًا على قمة الجبل، وهذا لا يعني أنني فاشلٌ وأنني تخليت عن حلمي، بل ببساطةٍ ظننت أنني أريد شيئًا واتضح فيما بعد أنني لا أريده.

لذا لا تبال واختر ما يتماشى مع قيمك أنت فقط، فلتحدد القيمة الإيجابية التي تنوي تحقيقها وتستطيع التّحكّم بها، كالصدق، والتواضع، والإبداع، واحترام المواعيد، حينها ستشعر بمتعةٍ تعطيك السعادة المستمرة مهما واجهت من صعوباتٍ، وأنت تسعى إلى تحقيق هذه القيمة، وبالمقابل، ابتعد عن القيم السيئة كالسعي لإرضاء الجميع، والغرور، واتباع الشهوات، فهي قيمٌ قاتلةٌ للسعادة وستضاعف مقدار معاناتك في الطريق إلى تحقيقها، ثم اسأل نفسك إن كانت هذه القيمة بالذات تستحقّ المعاناة المصاحبة لها أم لا تستحقّ وفق قيمك ومعتقداتك الشخصية، ادرس نواياك ودوافعك لكلّ اختيارٍ، وتساءل: "ماذا أريد؟، ولماذا أريده؟" فأنت حين تعترف بأنّك لا تعرف، ستبحث وتتعلّم الجديد، وبالتالي، ستتواضع وتصبح مستعدًّا لتتطوّر، في الواقع، نحن أسوأ من أن نلاحظ أنفسنا، ولذلك نعجز عن تكذيب عقولنا حتى لو أخبرنا الجميع أننا مخطئون، فنحن نشعر بالاستحقاق لأننا نعتقد أننا نمتلك الحقيقة المطلقة التي يخبرنا بها العقل، وهذا الاستحقاق الكاذب هو ما يحرمنا التّعلّم من الآخرين ومن الحياة.

أتخاف الاعتراف بأنك مخطئٌ وتهاب فكرة الفشل مثلًا؟، مرةً أخرى أقول لك: "لا تبال"، إذ لا يوجد سببٌ حقيقيٌّ لتكره الفشل؛ أسبق وأن راقبت خطوات طفلٍ يتعلّم المشي؟، أرأيته يبالي بعدد مرات سقوطه التي لا تحصى؟، من المؤكّد أنّك لم تسمع طفلا يشكو من فشله في تعلّم المشي أثناء بداياته، ولم تسمع بطفلٍ ترك المحاولة بسبب شعوره باليأس من كثرة عدد مرّات سقوطه، إن الأمر كلّه يعتمد على الطريقة التي ننظر بها إلى الفشل، فالفشل بحدّ ذاته فرصةٌ للنمو، وطريقةٌ للبحث عن المعلومات والأفكار الجديدة التي تجنّبنا تكرار نفس تجربة الفشل في المستقبل، وكذلك أريد تحذيرك ممّا قد يسببه لك الخوف من الفشل، فقد يجعلك عرضةً للوقوع ضحيةً لقانون التجنب، فمثلًا هل ستتجنب يومًا فرصةً للوصول إلى القمة، لكنّها فرصةٌ محفوفةٌ بالمخاطر يمكنها أن تفقدك وظيفتك وسيارتك وكلّ شيءٍ تملكه، بل وكلّ ما يمثّل هويتك؟، إجابتك تكشف لي أن يأسك لحماية هويتك غالبًا ما يشكّل عائقًا أمام سعادتك، فما الحلّ؟.

صدق أو لا تصدق أنت إنسان عادي كغيرك من البشر 

لحسن الحظّ، هناك طريقةٌ لتخفيف سلبيات قانون التجنب، وتكمن بما تنصّ عليه البوذية فيما يتعلق بالهوية، إذ تراها البوذية على أنها مجرد وهمٍ، فكلّ ما تصف نفسك به، بأنك غنيٌّ، أو فقيرٌ، أو سعيدٌ أو ناجحٌ أو حزينٌ أو فاشلٌ، جميعها مجرد بنياتٍ عقليةٍ وليست حقيقة، وعليه ينبغي ألا نجعلها أساسًا تقوم عليه حياتنا، لهذا فلتأخذ الأمور برويةٍ وحرر نفسك من الهوية، وحرر نفسك من الصورة التي تقيدك، عندها ستكون قادرًا على القيام بما يجعلك سعيدًا.

وأمرٌ آخر، اعترف بالحقيقة لنفسك قبل أن تعلنها لغيرك: أنت إنسانٌ عادي، وغير مميزٍ، يعاني كغيره من البشر، فإذا أخبرك أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك المقرّبين بأنّك شخصٌ استثنائيٌّ فلا تصدقه، في الحقيقة، أنا وأنت أشخاصٌ عاديون، وبالرغم من أنّ معيار النجاح في عصرنا هو أن تصبح استثنائيًّا، إلا أنّ كلّ من يخبرك بذلك يخدعك.

نعم، يخدعك لأن شعورك بالتميز سيجعلك تعتقد أن مشاكلك فريدةٌ تختلف عن مشاكل الآخرين، وبالتالي ستصاب بالأنانيّة التي ستحرمك من أقرب الناس إليك، وتجعلك ضعيفًا تعجز عن مواجهة التحدّيات لأنّ مشاكلك -باعتقادك- من نوعٍ خاصٍّ ولا يمكن مواجهتها بالطرق الاعتيادية، فتشعر بالاستحقاق الزائد، ولكن عندما تواجه الواقع ستكتشف أن الكلّ مشغولٌ بنفسه، وأن عليك أن تواجه مشاكلك وحدك ولكنّك لا تستطيع، فمن الأفضل لك، أن تضحّي بهذا التقدير الذاتي الكاذب، وتعترف بضعفك لتستطيع الاستمرار دون ضغوطٍ لا جدوى منها، وذلك يعني أن عليك أن تتعلم متى وكيف تقول "لا" عندما تحتاجها.

اقتباس 

"عندما نحسّ أننا نختار مشكلاتنا، فإننا نشعر بالتمكين، كأننا شحنّا بطاقةٍ جديدةٍ، وعندما نحسّ أن مشكلاتنا مفروضةٌ علينا ضدّ إرادتنا فإنّنا نرى أنفسنا تعساء"

تعلم متى وكيف تقول لا لكل ما ينتهك خطوطك الحمراء 

من المهمّ أن تتعلّم كيف تقول "لا" إذا احتجتها؛ لأنّ هناك بعض العلاقات أو الأحداث التي يمكنها أن تستنزف حياتك كلّها وتقودك إلى خسارةٍ بعد أخرى إذا لم تعرف كيف توقفها عند حدّها، ومن هنا عليك أن تعرف أنّ علاقاتك الشخصية تنقسم إلى صنفين: الأول: من يمنحون الثقة دون شروط، والثاني: من يحتاجونك لتحقيق المكاسب من الثقة التي يمنّون بها عليك، ولتستطيع التفريق بين الصنفين راقب من يحترم رغبتك ورفضك ومن لا يتقبله، فأنت لست بحاجةٍ لهؤلاء المستغلين ممن يبتعدون بمجرد قولك لكلمة "لا"، وهنا تأتي قوّة كلمة "لا" والتي تعبّر عن قيمك الخاصة، وعن الخطوط الحمراء التي لا يجب على أحدٍ أن يتجاوزها، فهي التي تمنحك الراحة النّفسيّة، وتحفظ لك قيمتك بين الآخرين، وهي احترامٌ لاختلافك وتميزك الحقيقي، فكلّ ثقافةٍ وكلّ شعبٍ وكلّ فردٍ يمتلك قيمه وعاداته الخاصة به والتي يجب على الجميع احترامها.

ومن ذلك، إذا عجزت عن الرفض لتحصل على رضا من حولك، ستصبح بلا قيمةٍ حقيقيةٍ، فخوفك من قول كلمة "لا" الضرورية سيقودك لأحد أمرين هما: إما أن تتحمّل مشاكل غيرك، فتزيد مشاكلك بوجود أمورٍ لا قيمة لها بالنسبة لحياتك، وإمّا أن تعيش دور الضّحيّة، فتلقي بأخطائك على الآخرين، ممّا سيؤدي إلى ابتعادهم، ومن ثمّ تجريدك من قدرتك على مواجهة التحديات، وفي الحالتين أنت الخاسر.

وأخيرًا، لا تنس أن كلّ ما في هذه الحياة سينتهي، وأن الموت هو المحطة الأخيرة للجميع، هذه هي الحقيقة الوحيدة التي يتفق عليها كلّ البشر، فإذا تذكرت هذه الحقيقة قبل أيّ عملٍ تقوم به أو عند تعاملك مع أي شخصٍ في حياتك، ستدرك فورًا أنك لا تملك الكثير من الوقت للتعامل مع أشخاصٍ سطحيين لا قيمة لهم في حياتك، وستعرف كيف تفرق بين العمل الضروري والعمل الذي لا يستحقّ هدر أية لحظةٍ من حياتك لأجله، وسيذكّرك الموت بعدم تضييع وقتك في لوم نفسك أو لوم الآخرين، وبدلًا من ذلك ستستمتع بكلّ ما فيها وتقبل حياتك على حقيقتها الحالية، ولأنّ ملهيات الحياة كثيرةٌ: ذكّر نفسك بالموت دومًا بقراءة الكتب الدينية والفلسفية والجلوس مع الحكماء من كبار السن، وتذكّر أنّ الخوف من الموت نابعٌ من الخوف من الحياة، وأن الإنسان الذي يعيش ملء حياته يكون مستعدًّا للموت في كلّ لحظةٍ.

فقرة بارزة في الكتاب 

"الألم خيطٌ من خيوط نسيج الحياة نفسه، وليس اقتلاعه من ذلك النسيج أمرًا مستحيلًا فحسب، بل هو يدمر النسيج نفسه: تؤدي محاولة اقتلاعه إلى تفكيك كلّ ما هو مرتبطٌ به، وليست محاولة تفادي الألم إلا مبالاةً بالألم أكثر ممّا يجب، وعلى النقيض من هذا، إذا كنت قادرًا على شيءٍ من اللامبالاة تجاه الالم، فإنك ستصبح شخصًا لا يمكن أن يقهر"

الخاتمة 

أنت الآن مستعدٌّ لتواجه أشرس أفكارك المثبّطة لمعنوياتك، وتعرف ما الذي يستحقّ أن تبالي به، وما لا يستحقّ التفكير فيه، أنت الآن تتقن فنّ اللامبالاة الذكية الذي يمكّنك من التعلم من كلّ فشلٍ في حياتك، وتقبّل كلّ ما تفرضه عليك الحياة على أنه درسٌ في طريقك نحو الفوز بكلّ أهدافك، ويساعدك على تحويل المعاناة إلى طاقةٍ تدفعك إلى الأمام باستمرار، فأنت إنسانٌ عادي، ومشاكلك هي نفس المشاكل التي يعاني منها الآخرون، ويمكن تجاوز كلّ هذه المشاكل بنفس الطريقة التي نجح بها غيرك؛ ولذلك ركّز على القيمة الإيجابية التي تستحقّ التعب والجهد لأجلها، وتعلّم كيف تتعامل مع أوهام عقلك وخدعه المستمرة بالشكّ بها وفحص كلّ ما يتخيله عقلك، وقل "لا" لكل شخصٍ يتجاوز الخطوط الحمراء في حياتك، واعلم أنّ وجود الموت في حياتنا يذكرنا دومًا بأنّ علينا تقبّل هذه الحياة بكلّ ما فيها، والاستمتاع بها كما هي، وعلى حقيقتها دون أوهامٍ وأفكارٍ لا معنى لها.



إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال