كتاب لماذا تعتمد على الحظ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة

 لماذا تعتمد على الحظ؟ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة

لماذا تعتمد على الحظ؟ فن وعلم اتخاذ القرارات الصائبة

معلومات عن كتاب

وصف الكتاب

إن الحياة مليئة بالقرارات التي علينا أن نتخذها بداية من القرارات البسيطة، كماذا علينا أن نتناول على الإفطار، إلى أهم القرارات، كاختيار شريك الحياة والمشاركة في الانتخابات وادخار المال أم إنفاقه الآن، كل هذه القرارات تجعلنا نفكر هل حدوث أمر جيد أو سيئ نتيجة لهذا القرار الذي قمنا به يرجع إلى الحظ؟ وهل هناك أساليب يمكن لها أن تحسن من عملية صنع القرار؟

يُجيب الكاتب هارولد عن هذه الأسئلة وأكثر، فكن مستعدًّا لرحلة فكرية تنمي مهاراتك في اتخاذ قرارات أفضل.

لمن هذا الكتاب 

  •  للمهتمين بتحسين قدرتهم على اتخاذ القرارات.
  •  للمُهتم بمعرفة كيف يمكن أن يؤثر القرار الذي يتخذه في الآخرين.
  •  للراغبين في فهم استراتيجيات القرارات السليمة وعلاقتها بالاحتمالات.

عن المؤلف 

هارولد دبليو لويس: هو أستاذ جامعي وفيزيائي سابق بقسم الفيزياء بجامعة كاليفورنيا، كما أنه زميل للجمعية الفيزيائية الأمريكية. انضَمَّ إلى المجلس الاستشاري الأكاديمي التابع لمؤسسة سياسات الاحترار العالمي في أواخر عام 2010م. ومن مؤلفاته:

-Technological Risk.

-Picturesque Muscatine, a Booklet Descriptive of the Pearl City.

معلومات عن المُترجمين

نهلة الدربي: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة عام ١٩٩٥م. حصلت على دبلوم الترجمة من جامعة القاهرة عام ٢٠٠٤م. ترجمت العديد من الكتب في مختلف المجالات لشركات ودور نشر عدة منها: كتاب "الهروب" وكتاب "حياتي العزيزة" للكاتب أليس مونرو.

شيماء طه الريدي: تخرَّجت في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، جامعة عين شمس، عامَ ٢٠٠٠م. بدأت العمل في مجال الترجمة منذ عام ٢٠٠٣م بإحدى دُور النشر المصرية الكبرى. ترجَمَت العديد من الكتب منها: "كتيب البروستاتا"، و"لا تقدِّم العرض الأول أبدًا"، و"الصحة والعلاج".

ملخص كتاب لماذا تعتمد على الحظ

إن الحياة مليئة بالقرارات التي علينا أن نتخذها بداية من القرارات البسيطة، كماذا علينا أن نتناول على الإفطار، إلى أهم القرارات، كاختيار شريك الحياة والمشاركة في الانتخابات وادخار المال أم إنفاقه الآن، كل هذه القرارات تجعلنا نفكر هل حدوث أمر جيد أو سيئ نتيجة لهذا القرار الذي قمنا به يرجع إلى الحظ؟ وهل هناك أساليب يمكن لها أن تحسن من عملية صنع القرار؟ يُجيب الكاتب هارولد عن هذه الأسئلة وأكثر، فكن مستعدًّا لرحلة فكرية تنمي مهاراتك في اتخاذ قرارات أفضل.

لماذا تعتمد على الحظ ؟

كثيرة هي المواقف التي تجعل الكثير منا يؤمنون بالحظ الجيد إذا كانت نتيجة قراراتهم بشأن أمر ما جيدة، أو بالحظ السيئ إذا ما سارت الأمور عكس ما يَرجون، فإذا قررت الذهاب إلى التنزه في يوم ربيعي رائع وقامت بعض الطيور بمهاجمتك فهذا لا يعني أن قرارك سيئ، فالأمور السيئة تحدث للجميع ولا يمكن أن تنسب هذا الأمر للحظ السيئ حتى ترفع عن نفسك الحرج من أن قرار التنزه كان سيئًا، مع أنه لا يمكن أن تُلام على ما حدث، فهو مفاجأة طرأت ولم تكن على علم بها في أثناء اتخاذ القرار.

اعتبار النتيجة النهائية مقياسًا لجودة قراراتنا أمرٌ خطأ، بل تُعد قراراتنا صائبة طالما قمنا بأفضل ما لدينا بناءً على ما نعرفه في ذلك الوقت، وطالما فكرنا بمنطقية، فما يقع خارج سيطرتنا لا حيلة لنا فيه.

وداخل سياق الحياة هناك العديد من القرارات التي تلوح لنا كلّ صباح ولا تهدأ مطلقًا، وتعامُلنا معها يختلف، فهناك من يمتلكون الجرأة والتهور لتجربة أي شيء، وهؤلاء يقومون باتخاذ القرار دون التفكير فيه، وهم يشبهون بذلك أبطال الروايات المتهورين، ولكن هؤلاء عادة يحميهم المؤلف من عواقب جرأتهم تلك، أما الواقع فهو أقل تسامحًا ولا يحمي أحدًا من قراره المتهور.

وهناك آخرون يعيشون على التردد والخوف من الخطأ فلا يحققون أي شيء يذكر، فهم ماكثون في أماكنهم، كما يشترك مع هذه الفئة هؤلاء الذين لا يتخذون سوى قرارات في غاية التحفظ، متجنبين ارتكاب الأخطاء مهما اقتضى الأمر، وما بين نوعية الأشخاص التي ذكرناها في تعاملهم مع القرارات، هناك عدد هائل من التنوعات والتدرجات.

فصنع القرارات إذًا يحتاج إلى أن نفكر بطريقة عقلانية في العواقب المحتملة، أيًّا كانت الطريقة التي نسلكها في سبيل ذلك، كما علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا في تحديد أهمية المكاسب والخسائر المتوقعة، فالهدف من أي قرار هو الإقدام على فعل شيء أو تجنبه أو أدائه بصورة مختلفة. وهنا يمكننا القول إن القرارات التي لا تؤدي إلى أفعال ليست قرارات على الإطلاق، فهذا ما يفسر السهولة التي تُتحذ بها قرارات العام الجديد، أو قرار البدء بحمية غذائية في الغد.

لعبة الخاطبين

إن الألعاب لم تصمم فقط للترفيه بل هي وسيلة جيدة للبدء في معرفة موضوع ما، دون أن يقع عليك ضرر عند الخسارة فيها، فلعبة "جو" التي نشأت في الصين لخصت أهم أسس استراتيجيات الحرب، وتتم ممارستها دون إحداث أي ضرر سواء للأشخاص أو الأشياء، ومن هذا الُمنطلق سنعتمد الألعاب أداة تدريبية في معرفة أساليب اتخاذ القرارات الجيدة.

ولنبدأ بلعبة تعرفنا كيفية صنع القرارات الفردية، فإن كنتِ امراة فهذا من حظك في هذه اللعبة، أما إن كنت رجلاً فتخيل معنا لبعض الوقت أنك امرأة فاتنة، هذه المرأة تنوي الزواج من أكثر الرجال جاذبية وأمامها 100 رجل تختار منهم، وشروط اللعبة أن جميع هؤلاء الرجال يرغبون بالزواج منها أيضًا، فما عليها سوى الاختيار واتخاذ القرار بعد مقابلة كل شخص على حدة.

قد تشبه هذه اللعبة الاختيار من عدد تفاحات "التفاحة الأفضل" ولكن الأمر ليس بهذه السهولة، فإن كان بإمكان هذه المرأة المقارنة بين التفاحات لاختيار التفاحة الأفضل، فهنا لا يمكنها ذلك، فشروط اللعبة أنه في حال أنها قررت تجاوز أحد الخاطبين فلا يمكنها أن تتزوّجه، ولنفترض أنه تزوج أُخرى أو قام بإلقاء نفسه من حافة جبل، فما الحل الآن؟  

نحن أمام مشكلة تسمى "صنع القرار التتابعي" فنحنُ بحاجة إلى اتخاذ قرار بينما ما زلنا في مرحلة جمع المعلومات.

والاختيار العشوائي أو المرشح الأول من المئة ليس أفضل شيء، والأسلوب الأفضل لتحسين طريقة الاختيار للوصول إلى المرشح الأفضل أن تأخذ هذه المرأة أول 10 عينات، ثم تقرر الزواج بالمرشح الذي يُحقق تقييمًا أعلى من أي من هؤلاء العشرة، فالعينات السابقة لاكتساب خبرة، وبما أنه لا مفر من الخسائر فكما أن هناك فرصة لحصولك على المرشح الأنسب من خلال هذه الطريقة، فهناك مجال للعكس. ولذلك يساعد "أسلوب تجنب المخاطرة" على جعلك أكثر موازنة عند وضع شروطك للتقييم، فلا تُصر على رفع مستوى طموحك إلى الأفضل، ولكن حاول تجنب الاختيار من بين أسوئهم.

القرد وآلة الكتابة

ويرد في الكتب الشهيرة التي تتناول الاحتمالية مثال القرد وآلة الكتابة، فإذا تركنا قردًا مع آلة كتابة لفترة طويلة، فإنه من المحتمل أن ينجح في كتابة رائعة من روائع شكسبير، وإن حدث ذلك وإن كان احتمالًا ضعيفًا، فهذا لا يعني أن روح شكسبير تمثلت في القرد أو أنه مثقف، بل معناه أن قوانين الاحتمالية صحيحة، ولا يمكن أن يمنح أي من القرد أو البشر التقدير على ما حدث.

الآن وبعد أن علمنا دور الاحتمالية وأنها ليست شيئًا خاصًّا بعلماء الإحصاء والرياضيات، فلنتعرف على خطوات صنع القرار الجيد..

أولًا: وضع قائمة بالإجراءات والنتائج المحتملة لكل إجراء مطروح لاتخاذ القرار بشأن أحدها (وكلما عبرنا عنها بطريقة واضحة كان هذا أفضل).

ثانيًا: تحديد أثر كل نتيجة محتملة، من حيث جلبها للسعادة أو الحزن بالنسبة إلينا، ففي النهاية نحن صانعو القرار.

ثالثًا: الآن علينا اختيار أفضل الإجراءات تبعًا للقيمة المتوقعة من هذه الاحتمالات.

وهناك مشكلة تواجه الكثير في أثناء اتخاذ القرار وهو أننا نكون في موقف الاختيار بين أمرين، ولكن قد لا تتوافر لنا معلومات كاملة عن نتيجة هذا الاختيار أو قد لا توجد معلومات أصلًا، وهذه المشكلة عرضها الكاتب فرانك آر ستوكتون في قصته القصيرة (السيدة أم النمر؟). والقصة تبدأ بأنه في مملكة كان الملك يُوقع عقوبة على الآثمين بالاختيار بين بابين، خلف أحدهما يقبع نمر سيلتهمك في حال وقع اختيارك على بابه، وخلف الآخر توجد سيدة تتزوج بها مباشرة إذا أحسنت الاختيار، وفي يوم ما دخل رجل وسيم في علاقة عاطفية مع ابنة الملك، فكان عليه أن يخضع لعقوبة المملكة، ولكن هنا قامت الأميرة بالبحث ومعرفة أي البابين يقع خلفه النمر وأيهما السيدة، وفي أثناء العقوبة أشارت إلى حبيبها على أحد البابين.. وانتهت الحكاية هنا! برأيك تبعًا لما قلنا عن عملية اتخاذ القرار، كيف يتصرف هذا الرجل للنجاة بحياته؟

الإشباع اللحظي والمُؤجل

إذا قمنا بتخييرك بين أخذ تفاحة ناضجة أو عَطبة فأنت بالتأكيد ستقارن بينهما، ثم تختار التفاحة الناضجة، ولكن إذا خيرناك بين تفاحة ناضجة وثمرة كمثرى ناضجة فإن الخيار سيكون أصعب، فأنت في حالة التفاح قمت بمقارنة مباشرة، أما في حالة الكمثرى والتفاح فالمقارنة المباشرة لن تنفع، بل ينبغي لك تصنيفها بناء على مقياس شائع، مثل فوائدها. وهذا الأمر ليس أكاديميًّا بل إن المجتمع يدفعنا إلى القيام بهذا دومًا، وهذا ما يجعلنا نلجأ إلى مقارنة قيمة الأشياء ماديًّا، فهذا مقياس مشترك يسهل من عملية القرار وهو ما يجعلنا لا نقايض أصداف المحار بالفخار.

ولكن ما الخيار المنطقي في حالة النقود؟ هل نقوم باستثمارها وانتظار الفوائد العائدة منها في المستقبل؟ أم ننفقها بمجرد أن تأتينا؟ يقول شكسبير "المرح في الوقت الحالي يحمل في طياته ضحكات حالية، وما سيأتي لا يزال غير مؤكد"، فرؤية شكسبير للأمر تشبه كثيرًا ما نفعله جميعًا عندما نريد اتخاذ قرار يعتمد على الإشباع اللحظي أو المؤجل، فنحن ننظر إلى مقدار المنفعة والجاذبية التي يمنحها لنا هذا الأمر، فنحن نشتري تذاكر اليانصيب بالرغم من أننا نعلم أن احتمال الفوز بالجائزة ضعيف جدًّا، ولكننا لا ننظر إلى الدولار المدفوع في التذكرة، بل نبتغي المليون دولار التي سنحصل عليها في المستقبل.

إذًا فجعل الأشياء أكثر جاذبية، يَحثنا على توجيه اهتمام أكبر نحو المستقبل وتأجيل الرغبات والاحتياجات التي يمكن أن نشبعها من خلال الموارد الحالية، فإذا لم يكن الأمر أو المنفعة المستقبلية جذابة فلن تكون هناك فرصة لها للتنافس مع الإشباع الفوري.

 إن لجعل الأمور المستقبلية جذابة جانبًا إيجابيًّا وسلبيًّا ،وخصوصًا في حال استخدامه من قبل أحد غيرنا كشركات التأمين، فالتفكير في التأمين على الحياة بتوفير مصدر دخل لأسرنا لتعويضهم عن خسارتهم أمر إيجابي، ولكن السلبي أننا لا نستفيد من هذا التأمين على الأغلب في حياتنا بل نمنع أنفسنا من متعة حالية حتى ندفع أقساط التأمين. 

ففي المجمل إن قراراتنا الشخصية المُتأثرة بالمستقبل لها فترة تأجيل قصيرة بما يكفي لجعل عملية أخذ الأرباح المستقبلية سهلة، إلا أننا نضطر بين الحين والآخر أن نضاهي مكسبًا أو خسارة فورية بشيء بعيد في المستقبل.

أنت لست وحدك

ومن الأمثلة التي توضح مشكلة القرارات المتعدية (التي تعتمد فيها على الآخرين) نموذج "معضلة السجينين". لنتخيل أنه ألقي القبض على "جيري" و"كريث" للاشتباه بهما في جريمة شنعاء وكل منهما تم احتجازه في زنزانة فردية، والشرطة والمدعون على يقين من أنهما من ارتكبا هذه الجريمة، ولكنهم غير مقتنعين بقدرتهم على إثبات ذلك لهيئة المحلفين، فكان الحل عرض صفقة على كل منها (المشتبه بهما) وكانت كالتالي:

إذا استمر كلاهما بادعاء البراءة في المحكمة فسوف نقوم بإثبات تهمة أقل عقوبة من المفروضة عليهما بالسجن لمدة عامين، أما إذا اعترف كلاهما وأبدى الندم فسيتم فرض عقوبة 5 سنوات على كل منهما، وفي حال اعترف أحدهما دون الآخر فالمُعترف سيأخذ 30 يومًا أما المستمر في الإنكار فسيحصل على 10 سنوات. القرار أصبح صعبًا، إذ إن قرار أحدهما سيؤثر في الآخر، وعدم إمكانية تواصلهما معًا تجعل كلًّا منهما يبحث عن الطريقة الأنسب للخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر مع وضع قرار الآخر في الاعتبار.

فنجد أن القرارات الجماعية تعد أصعب في جوهرها من القرارات الفردية، فالآليات التي تُصنع بها القرارات الجماعية تخضع للتلاعب والخداع كما يحدث في الانتخابات، فإننا لن نجد وسيلة محصنة من هذا الأمر، كما أنه لا يمكن إيجاد طريقة تخلو من العواقب غير المرغوب فيها، كما في نظرية أرو التي تعمل على تحويل التصنيفات الفردية إلى جماعية.

ومن المشكلات التي تحدث نتيجة القرارات الجماعية عندما يتم فصل صناع القرار عن المستفيدين منه، كما يحدث في التمثيل بلا ضرائب، فإيكال القرار إلى أشخاص لا يدفعون الضرائب يجعلهم يرتكبون أمورًا حمقاء تؤثر فينا نحن دافعي الضرائب، وكما في هيئات المحلفين التي في الغالب تتكون من أشخاص لا يعلمون شيئًا عن القضية المطروحة وليس لهم علم متعلق بها، وقراراتهم لا تؤثر فيهم، فيمكنهم اتخاذ قرارات دون التفكير بمنطقية طالما أنه لا يكلفهم شيئًا.

وكما يقول الكاتب: "إننا نزداد استعدادًا لتنظيم الطريقة التي يعيش بها الآخرون طالما أن هذا يتم دون تكلفة لمعظمنا".

وختامًا

إن الهدف من صنع قرار عقلاني هو المساعدة في التوصل إلى أفضل قرار ممكن، وخلال الحياة يحقق النجاح والتقدم من يصنعون القرارات العقلانية، ولكي نفعل هذا بشكل سليم علينا أولًا أن نلتزم بالقاعدة الأولى والأساسية في صنع القرار، ألا وهي أن يكون لدينا هدف لتحقيقه، وتسري هذه القاعدة على كل من القرارات الفردية والجماعية على حد سواء، وإن كانت في الأخيرة أصعب.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال